القائمة الرئيسية

الصفحات

البربر او الأمازيغ، تاريخهم وأصلهم

البربر او الأمازيغ، تاريخهم وأصلهم

البربر او الأمازيغ، تاريخهم وأصلهم
البربر او الأمازيغ، تاريخهم وأصلهم

من هم الأمازيغ وما أصلهم

     الشعب الأمازيغي هو أقدم شعب في إفريقيا ويرجع تاريخه إلى أكثر من 3000 سنة، يتحدث اللغة الأمازيغية، وتعني كلمة الأمازيغ "الانسان الحر". وقد اختلفت كتب التاريخ عن أصل هذا الشعب العريق، فهناك من يقول أن أصله من أوروبا وانتقلوا الى شمال افريقيا، وهناك من يدّعي أنه جاء من اليمن القديم وسافر اجداده الى افريقيا عبر البحر.

      يتركز معظم الأمازيغ في كل من "المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر ومالي وموريتانيا وشمال النيجر وبوركينا فاسو"، وما يدل على أن للأمازيغ تاريخ ذو جذور متوغلة في الزمن، ان لديهم تقويم زمني خاص بهم يصل لسنة 2974، فتاريخهم يمتد لأكثر من 29 قرن.


اعتناق الأمازيغ للإسلام وفضلهم على انتشاره

       قديما قبل الفتوحات الإسلامية كان الأمازيغ يدينون بديانات متعددة كالمسيحية واليهودية والوثنية- باعتبارها ديانة اصطلاحا -، وبعد ان انتشر نور الاسلام شرقا وغربا وفتحت بلاد البربر ودخل الأمازيغ إلى الإسلام افواجا، ومباشرة بعد دخولهم في هذا الدين الجديد اثروا في التاريخ الاسلامي ورسموا خطوط المجد في هذا التاريخ، وقاموا بعد ذلك بتأسيس دول إسلامية كبرى مثل دولة الأدارسة والمرابطين والموحدين وغيرهم..
         ومن أهم الاسماء الامازيغية التي بصمت على تاريخ مجيد: نجد القائد البطل فاتح الاندلس "طارق بن زياد و"يوسف بن تاشفين" الذي استجاب لنداء ملوك الطوائف في الأندلس وأنقذها من التوغل الصليبي، و"ابن خلدون" مؤسس علم الاجتماع، والرحالة "ابن بطوطة" أشهر مستكشف في التاريخ القديم، و"ابن البيطار" و"عبد الكريم الخطابي"، و"المعز بن باديس" و"عباس بن فرناس" وغيرهم كثير...


سبب تسمية الأمازيغ بالبربر

      تسمية الأمازيغ ب "البربر" تعود إلى العصور القديمة وكانت تستخدم بواسطة الثقافات الخارجية لوصف هذا الشعب. وهناك عدة روايات تتحدث عن سبب هذه التسمية حيث يعتقد أن كلمة "بربر" مشتقة من اللغة اليونانية القديمة، حيث كان اليونانيون القدماء يستخدمون مصطلح "بارباروي" (Barbaroi) للإشارة إلى الشعوب التي لم تتحدث اللغة اليونانية، وكانت تعني ببساطة "الأجانب" أو "غير اليونانيين".

       عندما جاءت الإمبراطورية الرومانية إلى شمال إفريقيا، استمر استخدام مصطلح "البربر" للإشارة إلى السكان الأصليين لهذه المنطقة، بما في ذلك الأمازيغ. ومع مرور الوقت، أصبحت كلمة "بربر" مترادفة للأمازيغ، وكانت كلمة البربر عند الرومان تعني الهمجيون والمتوحشون، وقد ألصقه الرومان على الامازيغ بسبب شراستهم وشدة مقاومتهم خلال مواجهاتهم اثناء الغزوات الرومانية.

       من الجدير بالذكر أن تسمية "البربر" للأمازيغ لا تعكس الهوية الثقافية الحقيقية لهم، ولا تعبر عن تاريخهم الغني وتقاليدهم العريقة. ويفضل الامازيغ اليوم استخدام المصطلح "الأمازيغ" للإشارة إليهم والى ثقافتهم الفريدة.

      وقد اشتهر الامازيغ كذلك في اللغات الأوروبية ب "المور"، والتي اشتُقت منها كلمة موريتانيا، وسماهم المصريون القدامى " المشوش".

حرف "تيفيناغ" ولهجات اللغة الامازيغية

     يشتهر الأمازيغ بحرف "تيفيناغ"، الحرف الأمازيغي العريق الذي يُعد تراثا ثمينا لديهم. يتحدث الشعب الامازيغي باللغة الأمازيغية التي تعتبر من أقدم اللغات الأفروأسيوية، تتفرع هذه اللغة حاليا إلى العديد من اللهجات، تشترك في قواعد الصرف والنحو وتختلف في المعجم والتنغيم،

     ومن اشهر اللهجات نجد " السوسية"، ويتحدث بها أهل سوس بالمغرب، و"تاريفيت" لهجة سكان الريف بشمال المغرب، إضافة إلى "تاشلحيت" ويتحدث بها سكان الأطلس الصغير والمتوسط والكبير بالمغرب، وايضا "تاقبايليت" لهجة سكان شمال الجزائر، وكذلك اللهجة "الطوارقية" التي يتحدث بها أمازيغ صحراء الجزائر وليبيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وغيرها من اللهجات..


عادات وتقاليد الأمازيغ

      للأمازيغ عادات وتقاليد يتميزون بها، باعتبارهم شعبا قديما جدا، فهم راكموا الكثير من العادات في حياتهم اليومية والاجتماعية والاقتصادية..

الاحتفال برأس السنة الأمازيغية

      من بين اهم الاشياء التي تدل على التاريخ الطويل للشعب الأمازيغي: هو الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، الذي وصل هذا العام لسنة 2974.
      يسمى يوم الاحتفال بالسنة الامازيغية بيِنّاير، وهو اليوم الأول من السنة الأمازيغية للبربر، ويقابله في التقويم الميلادي يوم 13 يناير/كانون الثاني، حيث يبدأ الانتقال إلى مناخ أكثر اعتدالًا ويتم الاحتفال به في 12 ينايراي قبل يوم واحد من بداية السنة الامازيغية، حيث تصبح الأرض مثمرة وأكثر خصوبة، وتعتمد السنة الأمازيغية على التقويم الزراعي الذي يُستخدم لتنظيم العمل الزراعي الموسمي.

عادات الامازيغ يوم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية

      في هذا اليوم يتم طبخ أكلة تسمى بالعصيدة، ويتم وضع عظم تمرة واحدة داخلها بحيث لا يعرف مكانها، ويوضع الطبق عند اجتماع الاسرة للأكل، وتقوم الاسرة بوضع تحدي فيما بينها على من يجد عظم التمر في أثناء الأكل، ومن كان محظوظا ووجد هذه العظمة يلقب بسيد البيت على طول السنة.

الوشم عند الامازيغ

      هناك بعض العادات نعوذ بالله منها ولكنها موجودة وان كانت قد بدأت في الاندثار، منها الوشم، فالأمازيغ يقومون بوشم رموز على أجسادهم لها دلالات بحسب اعتقادهم فمثلا علامة زائد في خد المرأة، وتعني حرف التاء وهو أول حرف من كلمة "تامطوت" وهي المرأة في اللغة الامازيغية، أما الرموز التي توشم على النهدين فتدل على الخصوبة، وهنالك دلالات اخرى للوشم في معتقد الأمازيغ، فهو يحميهم من الأرواح الشريرة، وقد اعتمدوا اللون الازرق في وشم تلك الرموز.

      تميزت الحضارة الأمازيغية ايضا بلغتها وحروفها وكتابتها، وتميزت ايضا بطريقة البناء ذو الطابع الأمازيغي المميز، وبالتجارة والصناعة والطب، والزخرفة التي تبرز في الزرابي والفخاروالحلي والملابس إلى يومنا هذا.

نضال الامازيغ

      للأمازيغ تاريخ في النضال سواء كان ذلك ضد المستعمر بالمقاومة والجهاد، او النضال الحقوقي للمطالبة بحقوقهم الوطنية في بلادهم.

فطنة الامازيغ لخطة المستعمر التي تريد التفريق بين المسلمين

       خلال القرنين 19 و20 ميلادية خلال الاستعمار الأوروبي، كانت هنالك محاولات لنشر الفتنة بين العرب والأمازيغ للتفريق بين الشعوب المسلمة وزرع العداوة بينهم، لكن المسلمين العرب والامازيغ فطنو لنية العدو، ولم يتفرقوا بل بقوا متحدين، ويعود الفضل الاكبر في هدا الاتحاد للأمازيغ، لأنهم هم الاكثرية ولان الفتنة كانت تتحدث عن كون العرب هو مستعمرون لأرض الامازيغ، فكان ذكاء الامازيغ وجهادهم مع اخوتهم العرب، عونا لهم في طرد العدو، بعد ان فشل في التفريق بين المسلمين ليسهل عليه الاستفراد بكل عرق على حدة.

حدث الربيع الأمازيغي

     بعد الاستقلال تعرضت الشعوب الأمازيغية للتهميش والاضطهاد، وفي سنة 1980م اندلعت في الجزائر أقوى حركة لدعم القومية الأمازيغية وعرفت باسم الربيع الأمازيغي او الربيع الأسود، حيث قام الأمازيغ باحتجاجات من أجل الدفاع عن هويتهم وحقوقهم المسلوبة، وقاموا بإنشاء منظمات وجمعيات يطالبون فيها بجعل اللغة الامازيغية لغة رسمية، وبعد طول المطالبات اعترفت كل من الجزائر
والمغرب بالهوية واللغة الأمازيغية.

العَلَم أو الراية الأمازيغية ودلالات رموزه

البربر او الأمازيغ، تاريخهم وأصلهم
العلم الامازيغي

      العلم الأمازيغي يرمز للهوية الأمازيغية ويوحد الأمازيغ، كما يرمز إلى أرضهم التي تسمى ب "تمازغا"، اتخذه الكونجرس العالمي الأمازيغي في 1998م، خلال الاجتماع الذي تم عقده في جزر الكناري، ويتكون هذا العلم من ثلاثة ألوان الأزرق يوحي إلى البحر المتوسط والمحيط الأطلسي والأخضر يرمز إلى طبيعة شمال افريقيا ثم اللون الأصفر نسبةً الى الصحراء الكبرى أخيرا حرف الزاي رمز الهوية الأمازيغية باللون الاحمر.

      ويجدر بالذكر بان هذا الكونجرس العالمي الامازيغي وانجازاته تصب كلها في مصلحة الغرب والاعداء، لان كل نضالهم يركز على التفريق بين المسلمين العرب والمسلمين الامازيغ، ليقدموا بذلك حلما قديما للأعداء الاسلام على طبق من ذهب الا وهو التفريق بين الامازيغ والعرب وجعلهم اعداء.


ختاما

       اذن فتاريخ الأمازيغ هو قصة عظيمة لشعب عريق وقوي، يحمل تراثًا متنوعا وغنيا. منذ العصور القديمة وحتى الوقت الحاضر، وقد استطاع الأمازيغ المحافظة على هويتهم الثقافية والتاريخية رغم كل التحديات التي واجهوها، وساهموا في تاريخ العالم بشكل فارق جدا وذلك بفضل تاريخهم في الاندلس وكذلك في افريقيا.
 
    للمزد من المعلومات ننصحكم بزيارة هذا الموقع من هنا








أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

ليصلك كل جديد انضم الى عائلة ثقافة نت وسجل بريدك الاكتروني!