القائمة الرئيسية

الصفحات

طارق بن زياد: قصة البطل الامازيغي المسلم

                                                        

                                                                      

طارق بن زياد:  قصة البطل الامازيغي المسلم
طارق بن زياد:  قصة البطل الامازيغي المسلم

 

 طارق بن زياد:  قصة البطل الامازيغي المسلم

 

يعتبر طارق بن زياد هذا الفاتح العظيم هو فاتح بلاد الأندلس، وإليه ينسب مضيق جبل طارق الموجود بين المحيط الاطلسي والبحر الابيض المتوسط. كان هذا البطل العظيم مجاهدا في سبيل الله لا يهاب الموت، خاض الكثير من المعارك من أجل نصرة الإسلام والمسلمين.

 

أصول طارق بن زياد

 

طارق بن زياد ذو أصول بربرية ينتمي لقبيلة نفزة الأمازيغية المتواجدة في طنجة المغربية، ولد سنة 670 وتوفي سنة 720 ميلادية في دمشق.

 

فتح بلاد المغرب على يد موسى بن نصير

 

خلال الفتوحات العربية الإسلامية تم فتح بلاد المغرب وأسلم سكانها، وممن أسلم حينها طارق بن زياد وقبيلته، في عهد الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك بن مروان وفي عهد واليه على بلاد المغرب موسى بن نصير.

وكان موسى بن نصير عند وصوله الى بلاد المغرب أثناء حربه مع الأمازيغ يتبع البربر الذين هربوا خوفا من تقدم المسلمين، ووصل هو وجيشه إلى السوس الأدنى في بلاد درعة، فلما رأى البربر ما حدث لهم طلبوا الأمان، ثم أطاعوا موسى بن نصير، ودخلوا في الاسلام.

 ومن أجل تهدئه وترويض بلاد المغرب، اتخذ موسى بن نصير من القبائل المهزومة قادة وموالي، حيث أمر عليهم قادة منهم من أجل أن يكون مجدهم بأيدي أبنائهم، ولذلك ولي طارق بن زياد على طنجة وعلى البربر.

 

تعيين طارق بن زياد قائدا عسكريا

 

عين طارق بن زياد أميرا لبرقة من طرف موسى بن نصير، بعد مقتل زهير بن قيس البلوي عام 76 هجرية، وعينه بعد ذلك قائدا لجيشه بعد أن علم بشجاعته ومهارته.

 شارك أيضا هذا الفارس الاسلامي في العديد من الحروب في بلاد المغرب، ونجح في إدخال الكثير من القبائل الأمازيغية إلى الإسلام، حيث كان يسعى إلى توطيد أركان الدولة الإسلامية بالمغرب.

 

طارق بن زياد امير طنجة

 

 ثم بعد ذلك جعله موسى بن نصير أميرا لطنجة، وقد ترك تحت تصرفه حينها جيشا قوامه 19000 من البربر، وعددا قليلا من العرب مهمتهم تعليم الناس القران وفرائض الاسلام، ليرحل موسى بن نصير في اتجاه القيروان.

 

طارق بن زياد يفتح الاندلس

 

تبدأ قصة طارق بن زياد عندما تلقى رسالة من القيروان من القائد العام لأفريقيا، يخبره فيها أن الخليفة الوليد بن عبد الملك أعطاه الإذن أن يفتح بلاد الأندلس، فذهب وأخذ معه 7000 جندي أغلبهم من البربر الذين دخلوا الاسلام حديثا، فقاتل المسلمون ضد القوطيين المتواجدين في جنوب الأندلس حتى هزمهم، وبعد انتصار المسلمين الساحق ذهل القوطيون مما رأوا، فقد رأوا جيشا لم يتعودوا على رؤية مثله.

 

معركة وادي برباط

هرب قائد القوطيين ثم بعث برسالة إلى الملك لوذريق في طليطلة مفادها «أدركنا يا لوذريق فإنه قد نزل علينا قوم لا ندري أهم من أهل الأرض أم من أهل السماء» 

فاستجاب لوذريق لرسالة قائد الحامية القوطية وتوجه بجيش كبير من 100 ألف جندي، وأمرهم بجلب حبال كثيرة ليربط بها المسلمين بعد أن يهزمهم.

 

وبعد هذه التطورات قام طارق بن زياد بطلب المدد من موسى بن نصير، فأرسل اليه 5000 مقاتل فقط، فأصبح عدد جيش طارق بن زياد 12000 جندي، ضد مئة ألف فارس قوطي.

 وفي 28 رمضان من عام 92 هجرية اندلعت الحرب بين الجيشان وسميت بمعركة وادي برباط الخالدة، ودامت ثمانية أيام، استشهد فيها 3000 مسلم وقتل الملك المغرور لوذريق.

 

الأندلس تفتح دراعيها لطارق بن زياد

 

وبعد ذلك صار طارق بن زياد يفتح مدن الأندلس الواحدة تلو الأخرى دون مقاومة من الاندلسيين، بعد ما وصل إليهم من أخبار عن قوة هذا الجيش المسلم وعن سماحة الحكم الإسلامي، وأيضا بسبب الحكم الظالم والجائر الذي كان القوطيون يعانون منه بشكل كبير.

فقد لاحض الشعب القوطي عدل وسماحة الحكام الجدد المسلمين، لذلك لم يحب الشعب أن يستبدلوا عدل المسمين بقساوة وجور الحكام السابقين. وانتشر نور الإسلام في كل أرجاء بلاد الأندلس

 

انقطاع أخبار طارق بن زياد

 

وبعد كل هذه البطولات التي حققها طارق بن زياد انقطعت أخباره ولم يعرف مصيره، وآخر الأخبار التي ذكر فيها طارق بن زياد تقول بأنه ذهب إلى دمشق إلى مقر الخلافة الأموية.

 

خطبة طارق بن زياد الشهيرة

 

قال طارق بن زياد مخاطبا جنوده عندما اقترب لوذريق بجيشه القوطي الكبير بعد أن حمد الله سبحانه وتعالى وأثنى عليه  : 

 “يا أيها الناس، أين المفرّ؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته وأقواته موفورة وأنتم لا وَزَرَ لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات لكم إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم وأن امتدت بكم الأيام على افتقاركم ولم تنجزوا لكم أمراً، ذهبت ريحكم وتعوضت القلوب من رُعبها منكم الجرأة عليكم فادفعوا عن انفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية، فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة، وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن إن سمحتم لأنفسكم بالموت، وإني لم أحذركم أمراً أنا عنه بنجوة ولا حملتكم على خطة أرخص متاع فيها النفوس إلا وانا أبدأ بنفسي.

واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشق قليلاً استمتعتم بالأرفة الألذ طويلا فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي فما حظكم فيه بأوفى من حظي وقد بلغتم ما أنشأت هذه الجزيرة من الحور الحسان من بنات اليونان الرافلات في الدرِّ والمرجان والحلل المنسوجة بالعقيان، المقصورات في قصور الملوك ذي التيجان وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عربانا، ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارا وأختانا، ثقة منه بارتياحكم للطعان واستملاحكم بمجادلة الأبطال والفرسان ليكون حظه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته وإظهار دينه بهذه الجزيرة وليكون مغنمها خالصة لكم من دونه ومن دون المؤمنين سواكم والله تعالى ولي إنجادكم على ما يكون لكم ذكرا في الدارين.

واعلموا أنني أول مجيب إلى ما دعوتكم إليه وأني عند ملتقى الجمعين حامل بنفسي على طاغية القوم لُذْريق فقاتله إن شاء الله تعالى فاحملوا معي، فإن هلكت بعده فقد كفيتكم أمره ولم يعوزكم بطل عاقل تسندون أموركم إليه وإن هلكت قبل وصولي إليه فاخلفوني في عزيمتي هذه، واحملوا بأنفسكم عليه واكتفوا الهم من فتح هذه الجزيرة بقتله، فإنهم بعده يخذلون".

 

حقيقة خطبة طارق بن زياد

 رغم شهرة خطبة طارق بن زياد، إلا أن أكثر المؤرخين يرفضونها وينكرون حدوثها لعدة أسباب: 

منها مثلا أن طارق بن زياد كان حديث العهد باللغة العربية، وكان بربريا ولم يكن فصيح اللسان عند التحدث باللغة العربية، وهذه الخطبة كما يلاحظ كانت خطبة فصيحة متقنة، وذات صياغة بيانية رفيعة لا يقولها إلا متمكن في اللغة العربية. 

هناك ايضا بعض الاشارات داخل الخطبة تدل على ان المخاطبين ليسوا جنود طارق بن زياد، لأنه قال لهم في خطابه "وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك… عربانا" ومعروف أن العرب داخل جيش طارق قلة قليلة فأكثرهم كما نعرف من البربر. 

كما أن نص هذه الخطبة لم ترد إلا في بعض المصادر الأندلسية المتأخرة. 

ومن الممكن أن يكون طارق بن زياد قد ألقى هذه الخطبة باللغة الأمازيغية ثم ترجمت الى اللغة العربية بأسلوب بليغ. 

وهناك من ينسبها الى شخص آخر غير طارق بن زياد. 

والله أعلم

للمزيد من المعلومات ننصحكم بهذه المقالة من هنا

 

                                                                                                                                   

   الكاتبة: لطيفة أوعدي (l.O) . 

 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

ليصلك كل جديد انضم الى عائلة ثقافة نت وسجل بريدك الاكتروني!