القائمة الرئيسية

الصفحات

أهمية القراءة و فوائدها reading



أهمية القراءة و فوائدها reading


أهمية القراءة و فوائدها reading
أهمية القراءة و فوائدها reading



 معضلة العزوف عن المطالعة في الوطن العربي

 يقال بيت بلا مكتبة كجسد بلا روح، الكتب هي كنوز تنطوي على جواهر، وهذه الجواهر لا يعرفها إلا من يقرأ. 
لقد أصبح أغلب العرب يقضون وقتهم في الجلوس أمام التلفاز أو لتصفح الهاتف من أجل مشاهدة الفيديوهات، أو لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وقليل من يستغل وقت فراغه في قراءة كتاب أو مقالة عن موضوع مفيد. 
 حقيقة هناك قطيعة كبيرة في عالمنا العربي مع الكتاب، ربما بسبب كون القراءة تلامس مواطن الجهل المتراكم داخلنا، وقد يكون نظام التعليم الرديء هو الذي جعلنا ننفر من القراءة، وقد يكون التشبث بمعتقدات معينة ومقاومة التغيير والتحديث هو السبب، أوقد يكون بسبب عدم الاقتناع بأن القراءة مفيدة ومهمة لنا في حياتنا. 
مهما كانت الأسباب فالحقيقة واحدة للأسف، الكتاب بمجتمعنا العربي لا يحتل مكانة مهمة، فالكتب لا تجد من يشتريها، ومعارض الكتاب شبه خاوية. 
وجدت إحدى الدراسات أن الوطن العربي احتل المرتبة الأخيرة في متوسط معدل القراءة، حيث لا يتجاوز ربع صفحة لكل فرد سنويا. 
ليس مطلوبا في البداية أن تكون قراءة الكتب شيئا محبوبا أو هواية نقضي فيها وقتا ممتعا، هذا الأمر يأتي بعد التعود على قراءة الكتب باستمرار. 
إنه من المشين حقا اعتبار القراءة مجرد هواية، وكأنها شيء ثانوي في الحياة، بل على العكس يجب اعتبارها روتينا يوميا، وعادة لا تترك أبدا كالتنفس تماما، 
الانسان الذي لم يكتسب عادة قراءة الكتب يظل تائها في هذا العالم، ويظل فاقدا لذاته بالأساس، فهو لن يفهم نفسه ومشاعره وعواطفه، وبالتالي لن يفهم العالم من حوله ولن يتقدم للأمام، سيكون أمره كالورقة اليابسة تذهب أينما حركتها الظروف والرياح.
لا تهم المجالات التي يجب أن نقرأ فيها، كل المجالات مهمة ومفيدة. يمكننا أن نقرأ في التاريخ، في علوم الدين، في الفلسفة، في الأدب، في السياسة، في العلوم وغيرها… 
أصبح العالم يعرف أهمية قراءة الكتب في حياة الإنسان، ويرى لها أهمية  كأهمية الكلام والمشي والأكل، فمن المعروف أن الإنسان الذي يقرأ يستطيع إنجاز عمله أضعافا مضاعفة مقارنة بالإنسان العادي، الذي لا يتخذ من القراءة أسلوبا ونمط للحياة.
من الواضح تمامًا أن القراءة تحسن من فهم الشخص لقواعد الحياة وأسرارها، ما يساعد في التكيف معها والعيش بشكل منتج داخل المجتمع البشري. 
 تعتبر القراءة من أهم الأساليب التعليمية التي تضمن للإنسان الاستمرار في النمو والتطور.
 إذا لم تجد الكثير من الوقت لقراءة الكتب، فحاول إعطاء نصف ساعة فقط في البداية، لكي تبدأ في قطف الفوائد الكثيرة لهذه العادة. الفرق بين الذي يقرأ والذي لا يقرأ كالفرق بين الحي والميت، فاختر أيهما تريد أن تكون. 
في هذه المقالة سنحاول أن نذكر بعض فوائد المطالعة المعروفة، وأقصد هنا بالمعروفة؛ أن هناك بعض الفوائد التي لا يمكن وصفها أو كتابتها ولا يعرفها إلا من يقرأ بالفعل.

فوائد قراءة الكتب عديدة منها:



التقرب من الله وفهم الدين

كما هو معروف أن أول كلمة نزلت في القرآن الكريم هي كلمة اقرأ، ما يدل على أن الوحي بدأ كلامه مع الرسول صلى الله عليه وسلم بكلمة صريحة وأمر واضح يحمل منهج حياة المسلم وهي اقرأ. 
يقول المفكر المسلم مصطفى محمود "لن تكون متدينا الا بالعلم ...فالله لا يعبد بالجهل".


تطوير مهارات التفكير التحليلي

القراءة تتطلب التفكير وتتطلب معالجة فورية للمعلومات من أجل فهمها واستيعابها، لذلك كلما قرأت أكثر كلما ازدادت عندك القدرة على الاستيعاب والفهم لأصعب وأعمق الأفكار التي لم تكن تستوعبها في السابق. 


توسيع مخزون المفردات والكلمات

كلما قرأنا أكثر كلما زادت المفردات التي نملكها في قاموسنا، وهذا سيجعلنا أكثر قدرة على التعبير عن أفكارنا بطريقة أوضح وأسهل، وبالطبع هذا الأمر سيساعدنا في حياتنا اليومية وحياتنا العملية والاجتماعية وسيعزز من ثقتنا في أنفسنا. 
من ناحية ثانية إذا كنت تتعلم لغة جديدة؛ فالكتب هي مصدر غني ومليء بالمصطلحات والمفردات الجديدة التي يمكنها مساعدتك على إثراء مخزونك اللغوي.


تحسين مهارات الكتابة

القراءة تحسن القدرة على الكتابة، فالكثير من الكتاب الناجحين اكتسبوا مهاراتهم عن طريق قراءة كتب لكتاب آخرين، فحتى تكون كاتبا ناجحا، لابد أن تقرأ الكتب باستمرار. 


تخفيف التوتر

مهما كان التوتر كبيرا في حياتك سواء كان من العمل أو من العلاقات الشخصية أو الحياة اليومية، فهذا كله سيتغير بمجرد أن تسبح في الخيال عن طريق قراءة رواية مثلا. 
الرواية الجيدة تنقلك من الواقع إلى عوالم أخرى بعيدا عن مصادر التوتر، يمكن أن يعتبر البعض هذا هروبا من الواقع، قد يكون هذا هروبا إلى حد ما، لكن الكتاب هو أفضل وسائل الهروب من الواقع مقارنة بوسائل أخرى، كالمخدرات والخمور والأدوية. بالنسبة لي أعتبر القراءة هي استراحة من الواقع وليست هروبا منه. 


زيادة المعرفة

كل كتاب تقرؤه يزودك بمعرفة جديدة لم يكن لك بها علم، وهذا ما يجعل معلوماتك وتجاربك أوسع، وبالتالي تصبح أكثر جهوزية لمواجهة التحديات اليومية.
تساعد القراءة على إثراء رصيدك المعرفي، ما يؤهلك الى أن تكون متسلحا دائما بقدر من المرونة والحكمة في مواجهة كل تحديات الحياة لتكون دائما في القمة.


تنشيط الذاكرة وزيادة التركيز 

الحياة اليوم مليئة بالضجيج والصخب ومصادر الضوضاء التي تسبب تشتت التركيز والانتباه. 
اليوم هناك عادة سيئة منتشرة وهي تنفيذ عدة مهام في وقت واحد، مثلا تشتغل على مهمة وتجيب على الرسائل في الواتساب وسكايب، ويمكن أن تتصفح الفيسبوك وترد على رسائل البريد الإلكتروني في وقت واحد، وبالتالي يضيع التركيز ويزداد التوتر وتقل الانتاجية. عندما تقرأ كتابا سيكون تركيزك كله منصب على ما تقرأه، وبالتالي ستكون حواسك كلها منصهرة مع الكتاب ومع أفكاره والقصة التي يحكيها، هذا الأمر يمرن عقلك ويقوي تركيزك ويشحذه. 
تزيد القراءة من مستوى التركيز عند القارئ، فقراءة النصوص وتحليلها تنمي القدرات الذهنية من تأمل وتفكير وقدرة على التعبير السليم، وتعد قراءة الكتب تمرينًا ذهنيًا يزيد من حدة دماغنا، كما أنه يعزز من قدرته على التذكر.
 تعزز القراءة أو المطالعة القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات مدة طويلة الى نهاية العمر، ومما يدل على ذلك؛ الدراسات العلمية التي تؤكد أن إصابة القراء بمرض الزهايمر يتأخر مقارنة مع غير القراء.


تحسين الصحة

قراءة الكتب تخفض معدل الاكتئاب، تبدد الملل، تنتشل القارئ من الواقع المحيط، تعطي الاستراحة من الأعباء اليومية. 
 هناك ملايين الكتب التي تشجع على اكتساب عادات صحية جديدة، وتشجع على ما يسمى بالتحسين الذاتي أو الدعم الذاتي، وبالفعل يمكن لهذه الكتب أن تحدث تغييرا كبيرا في حياتك، عن طريق التشجيع على إتباع نظام غذائي مثلا أو اتباع تمارين رياضية معينة، إضافة إلى نصائح لتغيير أسلوب الحياة نحو الأفضل، بالنهاية يؤدي هذا كله إلى نظام حياة منضبط ومنظم. 

زيادة القدرة على التعاطف

أثبتت الدراسات أن الكتب وخاصة الروايات تزيد من قدرتنا على التعاطف مع الآخرين، لأنها تجعلنا نغوص بمعالم الشخصيات ونرى الحياة من وجهة نظرهم، من خلال معاناتهم والصعاب التي يواجهونها، لدرجة أننا نصبح جزءا من القصة، بحيث نشعر بآلامهم ومعاناتهم الشخصية، وبالتالي ستزيد عندنا القدرة على التعاطف مع الآخرين. 
 أكيد أن العالم سيصبح مكانا أفضل إذا زاد عدد الناس الذين عندهم القدرة على التعاطف مع الآخرين. 


تحسين الحياة الاجتماعية

قراءة الكتب ستغني حياتنا الاجتماعية، لأنها ستجعلنا نبني محادثات اجتماعية نتشارك فيها الكتب والأفكار التي قرأناها مع العائلة والأصدقاء والزملاء، طبعا هذا ينمي مهاراتنا الاجتماعية ويعبئ الفجوات ولحظات الصمت المريبة عندما نكون مع أصدقائنا، في الأخير نحن كائنات اجتماعية والأجهزة الذكية تفقدنا مهارات التواصل الاجتماعي. 
 القراءة تساعدنا على أن نعيد التواصل مع الآخرين ونلهمهم ونعبر عن أفكارنا بطريقة مبدعة ونؤثر بمحيطنا بشكل إيجابي. 


مصدر إمتاع متنقل

الجميل بالأمر أن الكتب خفيفة وصغيرة الحجم ونستطيع أن نحملها إلى كل مكان، بل أصبح بإمكاننا اليوم أن نحمل الكتب على أجهزتنا الذكية ونقرأ أينما ذهبنا؛ أثناء السفر، في المواصلات، أثناء الاستراحات وفي غرف الانتظار. 


تحسين القدرة على الإبداع

كلما قرأت أكثر كلما اكتشفت أشياء جديدة. القراءة تجعلك توسع مداركك وتجعلك تكتشف الحياة من زوايا مختلفة.
 الكتب تجعلك تفكر في حلول ابداعية وتجعلك تبتكر أفكارا خلاقة وغير مسبوقة نظرا لتجدد أفقك الثقافي والفكري المستمر نتيجة القراءة والاطلاع.


وسيلة مساعدة لنوم أفضل

هل تعلم أن القراءة يمكن أن تساعدك في الحصول على نوم مرضي؟ هنا لا أقول أن الكتب تساعدك على النوم، ولكنها ستساعد على تحسين نمط نومك بشكل عام.
القراءة أو المطالعة تجعلك تشعر بالاسترخاء ما يمكنك من الحصول على نوم جيد.


أهمية القراءة للأطفال


أهمية القراءة و فوائدها reading
أهمية القراءة و فوائدها reading

لا يمكن الاستهانة بأهمية القراءة للأطفال، حيث يمكن للقراءة من أجل المتعة أن تفيد الطفل على المستوى الاجتماعي والمعرفي، فالقراءة اليومية للأطفال الصغار بدءا من سن مبكرة، يمكن أن تساعد الطفل في اكتساب اللغة واكتساب مهارات القراءة والكتابة، وكذلك اكتساب المهارات الضرورية لحياة أكثر إنتاجية ونجاح.
للقراءة تأثير كبيرعلى نمو الطفل، وقد أبرزت دراسات متعددة فوائدها، لهذا فإنه تقع مسؤولية كبيرة على المعلمين وأولياء الأمور لجعل القراءة جزءا أساسيا من الروتين اليومي للأطفال.



خاتمة

فوائد القراءة أكثر من أن تذكر كلها في هذا المقال، المهم أن كل ما يقال ويكتب عن فوائد القراءة لا يمكن أن يستشعرها حقا إلا من ابتلي بالقراءة.


وفي الختام نورد بعض أقوال أشهر المفكرين والعلماء حول هذا الموضوع:


- نزار قباني: إنهم يريدون أن يفتحوا العالم وهم عاجزون عن فتح كتاب. 


- رينيه ديكارت: قراءة الكتب الجيدة مثل محادثة أفضل الرجال في القرون الماضية.


- فيودور دوستويفسكي: تعلم واقرأ الكتب الهامة والقيمة، ثم دع الحياة تتكفل بالباقي.


- بيار دو لاغورس: قل ماذا تقرأ أقل لك من أنت.


- ريدلي سكوت: الدماغ هو أفضل سينما في العالم، ستعرف ذلك عندما تقرأ كتابا جيدا.


- مونتسكيو: حب المطالعة هو استبدال ساعات السأم بساعات من المتعة. 


- عباس محمود العقاد: القراءة وحدها هي التي تعطي الانسان أكثر من حياة واحدة، لأنها تزيد هذه الحياة عمقا، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب.


- هنري ديفيد ثورو: الكتب هي ثروة العالم المخزونة، وهي أفضل إرث للأجيال والأمم. 


- محمود عباس العقاد: أحب الكتاب، ليس لأني زاهد في الحياة، ولكن لأن حياة واحدة لا تكفيني. 


- جون لايلي: خير لك أن تزخر مكتبتك بالكتب من أن تمتلئ محفظتك بالنقود. 


- كاتب غير معروف: لتصبح ذكيا أنت تحتاج لقراءة عشر كتب فقط، لكن للعثور على تلك العشرة، فأنت بحاجة لقراءة آلاف الكتب.


  

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

ليصلك كل جديد انضم الى عائلة ثقافة نت وسجل بريدك الاكتروني!